دعني أشرح لك أسباب أزمة أشباه الموصلات بشكل مبسط
نسمع دائما في نشرات الأخبار عن النقص الحاد في أشباه الموصلات, ومعاناة العديد من الشركات من المشكلة. وحيث أن العديد من الناس قد يتسائل عن سبب هذه الأزمة, و قد يتسائل في ما إذا كانت الأزمة مفتعلة أم لا, فقد آثرت الكتابة عن الموضوع بشكل مبسط ويسهل فهمه, سواء من قبل الشخص العادي أو التقني. قد لا أستطيع تغطية كل ما يتعلق بالموضوع, لكني أتمنى أن أتمكن من إعطائك صورة واضحة عن الوضع الحاصل في بضع دقائق من وقتك.
جدول المحتويات:-
ما هي أسباب أزمة أشباه الموصلات الواقعة, القصة كالتالي
عندما وقعت أزمة كورونا، قرر العديد من شركات أشباه الموصلات تخفيض إنتاجها تحسبا للأزمة. عندما أعلنت الحكومات عن جرعات تحفيزية للإقتصاد. أدى ذلك إلى إنتعاش سريع وغير متوقع للإقتصاد. وحصل طلب جنوني ومفاجيء على الإلكترونيات, كما لو لم تكن هناك أزمة. ما ضاعف المشكلة هو إزدياد الطلب على الأجهزة الناتج عن الحظر الشامل الذي شمل العديد من الدول, وبسبب إجراءات العمل من المنزل التي قامت بها العديد من الشركات, مما أدى إلى إزدياد الطلب على أجهزة الكمبيوتر بأنواعها.
و بسبب نقص أشباه الموصلات، ولأجل تخفيف الأثر السلبي على عملياتهم, قام العديد من عملاء هذه الشركات بطلب ضعف الكمية المعتادة، مما ساهم في مفاقمة الأزمة
وقد يتسائل البعض, لم لم تبني الشركات مصانع جديدة لمواجهة الأزمة؟ هناك عدة إجابات على هذا السؤال. أولا, بناء مصانع أشباه الموصلات مكلف جدا، ويآخد العديد من سنوات إلى أن يكتمل.. ففترة ال18 شهرا اللي مرت منذ بدأ الأزمة في فترة غير كافية أبدا لبناء مصانع جديدة.
لو تتابع تاريخ الصناعة في العقود السابقة. تجد أن فترات النقص في أشباه الموصلات دائما يعقبها فترات فائض في الطاقة الإنتاجية، يعقبها إنهيار في الصناعة، فالشركات تخاف من رفع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير ومن أن تتورط بعدها. مع العلم أن وجود طاقة فائضة يعتبر أمر سلبي. خاصة إن هامش الربح في الصناعة يعتبر منخفضا، وتحتاج الشركات إلى بيع كميات كبيرة لتغطية التكلفة.
الرسم البياني التالي يوضع كيف تهبط عائدات شركات أشباه الموصلات عند حدوث أي أزمة في المعروض:-
إضافة إلى ذلك, علينا أن نأخذ في الحسبان أن المعدات المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات تزداد قدما مع الوقت ومع تقدم التقنية، ولذلك يجب إستبدالها بأجهزة جديدة, ولهذا وكما ذكرنا سابقا, يجب على الشركات بيع كميات كبيرة من أشباه الموصلات بهامش ربح ضئيل لتعويض كلفة بناء هذه المصانع, خاصة أن تكلفة أجهزة التصنيع تتزايد بشكل كبير مع كل جيل.
عنق الزجاجة الحقيقي, شركة ASML
يعتقد العديد من الناس أن قلب المشكلة يكمن في شركة TSMC التايوانية, حيث أنها أكبر مصنع لأشباه الموصلات في العالم. لكن في الحقيقة المشكلة الرئيسية تكمن في شركة ASML الهولندية, والمسؤولة عن تصنيع أجهزة التصنيع الدقيقة (Lithography), ويعتمد على معدات هذه الشركة كل الشركات الكبرى في العالم, مثل TSMC و Intel و Samsung. تصنيع هذه المعدات صعب جدا ويحتاج إلى وقت. حيث لا تستطيع شركة ASML تصنيع أكثر من بضعة عشرات من الآلات سنويا. وحتى وقت كتابة هذا المقال, لا يوجد أي بديل لمنتجاتها.
خاتمة
أتمنى أن تكون قد إستفدت من هذا المقال, وأن يكون قد حاز على إعجابك. قد أكون قد شرحت المشكلة بشكل مبسط يسهل فهمه.
مع خالص تحياتي, والسلام عليكم